ومن كلام الله -تعالى- القرآن العظيم، وهو كتاب الله المبين، وحبله المتين، وصراطه المستقيم، وتنزيل رب العالمين، نزل به الروح الأمين، على قلب سيد المرسلين، بلسان عربى مبين، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود .
--------------------------------------------------------------------------------
لما تكلموا على أن الله متكلم ويتكلم كان ولا بد من أن يذكر أمثله من كلامه الذي وصل إلى البشر، لا شك أن من أقرب ذلك هذا القرآن الذي بين أيدينا، الذي هو أعظم الكتب والذي هو أشرفها - الكتب المنزلة على الأنبياء-، لا شك أنه كلام الله.
معلوم أن الله أنزل على الأنبياء كتبا: أنزل على موسى التوراة، وأنزل على عيسى الإنجيل، وأنزل على داود الزبور، وأنزل على إبراهيم صحفا كما في قوله: صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى .
فأنزل على الأنبياء كلاما، ولا شك أن ذلك كله من كلام الله الذي تكلم به، وضمنه شريعته وأمره ونهيه، وكان من آخر الكتب هذا الكتاب المبين، وهذا الذكر الحكيم الذي وصفه بذلك، وصفه بأنه الذكر الحكيم -أي: المحكم-، وصفه بأنه القرآن المبين -يعني: المبيِّن-، وصفه بالهدى، وصفه بالبيان، وصفه بالشفاء، وصفه بالموعظة، وصفه بصفات تدل على عظمته وعلى عظم مكانته.
وأخبر بأنه منزل من الله في قوله -تعالى- في سورة الشعراء: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ أنزله الله بلسان عربي حتى يفهمه المرسل إليهم؛ قال الله -تعالى-: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ .
فجعل هذا القرآن بلسان قوم النبي -صلى الله عليه وسلم- وبلسان العرب مع أن كلام الكتب المنزلة قبله بألسنة الذين نزلت عليهم بالسريانية وبالعبرية التي هي لسان اليهود أو النصارى، أما القرآن فإنه بهذه اللغة الفصيحة بلسان العرب
--------------------------------------------------------------------------------
لما تكلموا على أن الله متكلم ويتكلم كان ولا بد من أن يذكر أمثله من كلامه الذي وصل إلى البشر، لا شك أن من أقرب ذلك هذا القرآن الذي بين أيدينا، الذي هو أعظم الكتب والذي هو أشرفها - الكتب المنزلة على الأنبياء-، لا شك أنه كلام الله.
معلوم أن الله أنزل على الأنبياء كتبا: أنزل على موسى التوراة، وأنزل على عيسى الإنجيل، وأنزل على داود الزبور، وأنزل على إبراهيم صحفا كما في قوله: صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى .
فأنزل على الأنبياء كلاما، ولا شك أن ذلك كله من كلام الله الذي تكلم به، وضمنه شريعته وأمره ونهيه، وكان من آخر الكتب هذا الكتاب المبين، وهذا الذكر الحكيم الذي وصفه بذلك، وصفه بأنه الذكر الحكيم -أي: المحكم-، وصفه بأنه القرآن المبين -يعني: المبيِّن-، وصفه بالهدى، وصفه بالبيان، وصفه بالشفاء، وصفه بالموعظة، وصفه بصفات تدل على عظمته وعلى عظم مكانته.
وأخبر بأنه منزل من الله في قوله -تعالى- في سورة الشعراء: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ أنزله الله بلسان عربي حتى يفهمه المرسل إليهم؛ قال الله -تعالى-: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ .
فجعل هذا القرآن بلسان قوم النبي -صلى الله عليه وسلم- وبلسان العرب مع أن كلام الكتب المنزلة قبله بألسنة الذين نزلت عليهم بالسريانية وبالعبرية التي هي لسان اليهود أو النصارى، أما القرآن فإنه بهذه اللغة الفصيحة بلسان العرب